محمد حبيب يكتب: مؤتمر الإفتاء القادم ودوره تجاه تحديات التغير المناخي
تعد تحديات التغير المناخي واحدة من أهم التحديات التي تواجه البشرية في العصر الحالي، إنها تمثل تهديدًا جسيمًا على البيئة والحياة البشرية في العالم بأسره.
من المهم جدا أن نبحث عن أساليب لمواجهة هذا التحدي العالمي، وتعد التحديات البيئية من أشد تحديات الألفية الثالثة وهو الموضوع الذي سيناقشه مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتي تضم أغلب المؤسسات الإفتائية الرسمية في العالم وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” يومي 18 ، 19 أكتوبر 2023 بالقاهرة برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومما لا شك فيه أن الفتوى الدينية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق منها:
– توعية الجماهير:
تعتبر الفتوى الدينية وسيلة فعالة لتوعية الجماهير بأهمية الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي، ويمكن للدعاة والعلماء الدينيين والمفتين تسليط الضوء على التعاليم الدينية التي تحث على حماية البيئة واحترام خلق الله.
– التثقيف حول الأعمال الخيرية:
الفتوى الدينية يمكن أن تلهم المؤمنين للمشاركة في الأعمال الخيرية والمبادرات البيئية، ويمكن للخطباء والعلماء والمفتين تشجيع المساهمة في حملات تشجير الأراضي أو تنظيف الشواطئ أو دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الاستدامة.
– الدعوة للاستخدام المستدام والعادل للموارد:
يمكن للفتوى الدينية دعوة المجتمعات إلى التحول البيئي من خلال دعم الاستخدام المستدام للموارد والتخلص من العادات الضارة بالبيئة. ويمكن أن تلعب الفتوى دورًا في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
– تعزيز الوعي بالأخطار:
تستطيع الفتوى الدينية تسليط الضوء على الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات. يمكنها توجيه الناس إلى اتخاذ التدابير الوقائية والاستعداد لمواجهة هذه الكوارث أخذًا بالأسباب وترك التواكل تحت ذريعة التحجج بالرضا بقضاء الله وقدره بالشكل غير المنضبط.
– المشاركة في الحوار الدولي:
يمكن للفتوى الدينية تشجيع المشاركة في الحوار الدولي حول التغير المناخي وضرورة اتخاذ إجراءات جادة لمواجهته. فيمكن للمؤسسات الدينية أن تدعم الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة.
في النهاية، يمكن للفتوى الدينية أن تكون قوة محفزة للتغيير الإيجابي في مواجهة تحديات التغير المناخي. إن دمج القيم والمبادئ الدينية في جهود مكافحة التغير المناخي يمكن أن يسهم في إحداث تأثير إيجابي على المجتمعات والبيئة على حد سواء، ويساعد في تحقيق أهداف الألفية الثالثة المتعلقة بالاستدامة والبيئة وغيرها.
وكل الأمنيات بنجاح مؤتمر الإفتاء؛ هذا المؤتمر المهم والرائع في موضوعه، وكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقيادات الأمانة العامة؛ فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام.
اقرأ ايضًا:
55 مشكلة حب: موعد العرض الأول للمسلسل المقتبس من كتاب مصطفى محمود