محمد حبيب يكتب: دور الإفتاء ومؤتمراته في مواجهة سلبيات الإنترنت

يعيش العالم اليوم في عصر الثورة الرقمية، حيث أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ فمع التقدم التكنولوجي السريع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الفضاء الإلكتروني يلعب دورًا حيويًا في تشكيل وجهات نظر الأفراد والمجتمعات. ومع ذلك، فإن هذا العالم الرقمي يحمل تحديات كبيرة وسلبيات تهدد أماننا واستقرارنا.

في سبيل مواجهة هذه التحديات والتصدي لسلبيات الفضاء الإلكتروني، يأتي مؤتمر الفتوى وتحديات الألفية الثالثة، الذي ستنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بحضور علماء ومفتين وباحثين وضيوف من مؤسسات أممية وشخصيات عالمية من أكثر من 90 دولة، وذلك في القاهرة خلال 18-19 أكتوبر 2023 برعاية الرئيس السيسي.

يمثل هذا المؤتمر بلا شك منصة حيوية لمناقشة التحديات كافة والتي بدأت في الظهور منذ بداية الألفية الثالثة ومنها التحديات التي تطرحها الثورة الرقمية، واستكشاف سبل حماية المجتمعات والأفراد من تأثيراتها السلبية.
ومن أهداف المؤتمر كما أعلنت التصريحات الصحفية الرسمية هو التشديد على أهمية تعزيز الوعي بسلبيات الفضاء الإلكتروني بين الشباب والكبار على حد سواء. فهو يسعى إلى توجيه الأضواء نحو التحديات الأمنية والخطر المتمثل في الاحتيال الإلكتروني، وانتشار الأخبار الزائفة، والتحرش الإلكتروني، واختراق الخصوصية الشخصية.

ويعتبر المؤتمر مناسبة لتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة جرائم الإنترنت وضمان سلامة المعلومات الحساسة. من خلال التبادل المستمر للمعلومات والخبرات بين الدول، يمكن تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة الجريمة الإلكترونية وحماية المستخدمين.
كما يشكل المؤتمر فرصة للحكومات للتبادل حول أفضل الممارسات وتطوير سياسات حكومية قوية لحماية المواطنين في العالم الرقمي، فيمكن أن تشمل هذه السياسات تشديد الرقابة على المحتوى الرقمي وتعزيز العقوبات على الجرائم الإلكترونية.
ونأمل وكلنا ثقة في أن يهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي والفهم الصحيح لدور الفتوى في التعامل مع التحديات الرقمية ومواجهة السلبيات التي تنشأ في الفضاء الإلكتروني.

ويعد رعاية الرئيس السيسي لهذا المؤتمر بمثابة إشارة قوية لالتزام مصر بمكافحة التحديات الرقمية وتعزيز الأمن الإلكتروني.
إن جهود مصر في هذا المجال تأتي في إطار رؤيتها الشاملة لتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الثقة في استخدام التكنولوجيا والإنترنت. ومن خلال تنظيم هذا المؤتمر الهام، تؤكد مصر دورها القيادي في مواجهة التحديات ومنها مجال مكافحة سلبيات الفضاء الإلكتروني وتعزيز الأمن الإلكتروني على المستوى العالمي.

وهذا الهدف يعبر عن دور الإفتاء في توعية المستخدمين بالمخاطر التي يحملها الإنترنت، وفي تقديم الحلول والبدائل الشرعية للتعامل معها، وفي تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية في الفضاء الإلكتروني. فالإفتاء يقوم بدور فعال في مواجهة سلبيات الإنترنت، من خلال:

• توضيح أحكام الشريعة في المسائل التي تتعلق بالإنترنت، مثل حكم استخدامه وشروطه وآدابه وأخلاقه.
• تقديم النصائح والإرشادات للمستخدمين في كيفية استخدام الإنترنت بطريقة آمنة وصحية ومفيدة، وكيفية تجنب المواقع والبرامج والأشخاص الضارة.
• تصحيح المفاهيم والمعلومات المغلوطة أو المشوهة التي تنشر على الإنترنت، مثل التي تتعلق بالدين أو غيرها.
• تنشر الثقافة والوعي الإسلامي في الفضاء الإلكتروني، مثل نشر المحتوى الديني والعلمي والثقافي والأدبي، وإقامة المنتديات والدورات والمسابقات، وتشجيع التفاعل والحوار.

وكل الأمنيات بنجاح مؤتمر الإفتاء؛ هذا المؤتمر المهم والرائع في موضوعه، وكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقيادات الأمانة العامة؛ فضيلة أ.د شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام.