وجهات نظر

منه محمد تكتب: مستقبل الإعلام  في عصر الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الفتاوى

الصحافة والإعلام هما من أهم القطاعات التي تتأثر بالتطورات التكنولوجية والعلمية في عصرنا الحالي. فمع ظهور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة في مجالات مثل التحليل البياني والترجمة الآلية والإنتاج المرئي والصوتي، تواجه الصحافة والإعلام تحديات وفرص جديدة.

وهناك استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام منها: إنتاج المحتوى الإعلامي، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى إعلامي ذي جودة عالية، وبشكل أسرع من البشر، مما سيؤدي إلى زيادة كم المحتوى الإعلامي المتاح للجمهور.

– تحليل البيانات الإعلامية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الإعلامية، مثل تحليل اتجاهات الرأي العام، وتحليل أداء وسائل الإعلام، مما سيساعد وسائل الإعلام على تقديم محتوى أكثر صلة بجمهورها.

– التفاعل مع الجمهور: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التفاعل مع الجمهور، مثل الرد على استفسارات الجمهور، وتقديم الخدمات للعملاء، مما سيساعد وسائل الإعلام على بناء علاقات قوية مع جمهورها.

ورغم هذه الاستخدامات الحميدة للذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، إلا أنه يحمل بعض الجوانب السلبية، التي منها: إمكانية التشكيك في مصداقية المحتوى الإعلامي، وبالتالي إثارة المخاوف الجماهيرية بشأن مدى مصداقية وصحة كل ما يتم نشره عبر الصحافة والإعلام وتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الفتوى، كمساعد للمفتيين في البحث عن مصادر الفتوى، وتحليل القضايا الدينية، وبالتالي مساعدتهم على إصدار فتاوى أكثر دقة وانضباطًا. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص الدينية وتحديد الأحكام الشرعية، إضافة إلى ترجمة النصوص الدينية الي لغات متعددة ويواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى الدينية بعض التحديات، التي منها:

– عدم وجود معايير واضحة لاعتماد الذكاء الاصطناعي في الفتوى الدينية.

– عدم وجود ضمان لدقة وموضوعية الفتاوى الصادرة عن الذكاء الاصطناعي.

– صعوبة فهم الجمهور للفتاوى الصادرة عن الذكاء الاصطناعي، ويمكن التغلب على التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى الدينية، من خلال:

– وضع معايير واضحة لاعتماد الذكاء الاصطناعي في الفتوى الدينية.

– تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تضمن دقة وموضوعية الفتاوى.

– نشر الوعي بإمكانيات وحدود الذكاء الاصطناعي في الفتوى الدينية. ورغم الأهمية التي يمثلها الذكاء الاصطناعي في خدمة الفتوى، إلا إنه في الوقت ذاته يحمل بعض التحديات التي يمكن مواجهتها من خلال مجموعة من الإجراءات، التي من شأنها أن تسهم في تعزيز دور الفتوى الدينية في المجتمع، ولعل من أفضل هذه الإجراءات اجتماع المتخصصين في الفتوى لدراسة الأمر.

وكعادة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تحمل المسئولية الإفتائية فقد خصصت مؤتمرها العالمي السنوي لهذا العام والمقرر عقده بالقاهرة يومي 18 ، 19 أكتوبر 2023 برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة علماء ومفتين وباحثين اكثر من 90دولة تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة”.

وكلنا أمل أن يوفق الله عز وجل المشاركين فيه للتوصل إلى درجة عالية من المناقشات وتلاقح الأفكار حول هذه التحديات، وكلنا أمل في أن يوفق الله عز القائمين على تنظيم المؤتمر وقادة كل المؤسسات الإفتائية المنضوية تحت الأمانة العامة وعلى رأسها قيادات دار الإفتاء المصرية؛ فضيلة أ.د شوقي إبراهيم علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى