أعمال التشكيلي الأردني حكيم جماعين بجاليري ضي الزمالك.. الأحد
ينظم جاليري ضي الزمالك يوم الأحد المقبل الموافق ٢٢ أكتوبر، معرضا شخصيا لأعمال الفنان التشكيلي الأردني حكيم جماعين، ويستمر لمدة شهر كامل.
من هو الفنان التشكيلي حكيم جماعين؟
حكيم جماعين هو أحد أبرز فناني الأردن المعاصرين، درس الرسم والتشريح في أكاديمية بيترو فانوتشي في بيروجيا بإيطاليا، ثم تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في ميلانو، وفي العام 1995 حصل على دبلوم عال من مدرسة كوفا للفنون في ميلانو وفي العام 2003 تخرج من الأكاديمية الملكية في لاهاي، هولندا، تخصص حفر وطباعة، حيث درس أيضاً العمارة والتصميم.
صدرت له ثمانية كتب طباعة يدوية بتقنيات الحفر على الليثوغراف والزنك والخشب والشاشة الحريرية وأقيم له 11 معرضا شخصيا وشارك في العديد من المعارض الدولية.
عن تجربته يري الناقد الأردني حسن دعسة أن حكيم جماعبن يعد ساحر الجرافيك وفاتح دهشة اللون، يسحرك، من المعتاد أن يخوض في تجربة السحر،؛ ذلك أنه بدأ وما زال إلى المعرض الحالي، صاحب رؤية جدلية في فهم الجمال وما وراء الحداثة والفلسفة الجمالية، التي تتجاوز المعاصرة.
ويلتقط “حكيم” حركية فيزيائية مساقط الروح نفسها (..) الروح في تماهي الشوق إلى اللقى المتشظية في دلالات الأمكنة والتضاريس والألوان، وحتى الشجر والحجر، وصولا إلى بساط الريح، إذ كان”حكيم”، أثر اللون والخط، يرتب لحظة السقوط الجمالي، السندباد ينحاز إلى تراث لوني متحرر من ثوابت الخروج من حالة رفض التلاشي، إلى جدل التمكن من حالة السفر الأزلي بين الظاهر والباطن.
ويتابع دعسة: نقف في حيرة من قدرات حكيم في معرض”مهابط الروح” أخذنا وسط ظلال الخطوط وبتلات العشب وغبار السماوات، يدعم رؤيتنا لندخل في حوار مهابط الروح ، هي قدر الحياة، إذ نلمس سطح اللوحات بكل حرية نتبادل الأمكنة بين حيز لوني، ودلالة جمالية وأخرى روحية نادرة. هنا حكيم لا يهبط دون الحذر من فهم السرديات المتعلقة بالخلق، الموروث الحضاري والسمو الديني المقدس. في النظرة الأولى، ما ظهر من حد اللون، وحد السكين، وحد القلق الجمالي، يدفعنا نحو دوران لا نهائي بين المحب، والاستقرار.
عندما تعيش اللحظة مع حكيم، تندفع في لوعة محاولة الاستقرار ، ففي اللوحات منهج يمنحك حرية السفر، وأنت تحدث نفسك:
-أدور في الصور، أمنع نفسي من السقوط، كانت هذه بطاقة نجاة، فمن يتحدى مهابط الروح. تغشاني، انها لون الروح الملائكية تحمينا وفق ثوابت الجمال من دهشة الشرور والمخاطر، وتبعد عنا سطوة الخطيئة؛.. رسل-أعمال حكيم، إنهم يلهموننا بالأفكار المقدسة، إلى حيث لون وشكل ودهشة الفضيلة.
في التجارب، الأولية، ما أعرف من الحكمة التشكيلية عند حكيم، ذلك الاندفاع نحو خصوصية لها بنيتها الجمالية، سواء في الجرافيك أو الرسم أو الكولاج، فنان، اتخذ أدوار لكي يقودنا في ضعفنا الثقافي ، وينعش إحباطاتنا، يعزي مهابط النفوس في لحظة الحظر، في الشدائد التي انتصر عليها الجمال.
حكيم، تجربة ذاتية إنسانية، يريد في هذا المعرض المهم ان يهمس لنا بالألوان واللمسات السحرية وبعض رتوش الروح، التي تأرجحت إذا ما سقطنا بسبب الضعف أو الحقد، أو الحرب أو المرض.
يلخّص ال”حكيم” صورتنا الجمالية الثقافية في ثلاث ضربات من فرشاة رصدت مهابط الروح، في كلمات مرسومة كأنها من إرث نهر النيل، وصفاء مخاضة نهر الأردن، وصفو الزمان في الأقصر والبتراء: “أي احترام، أي محبة، أي ثقة لا تستحقها هذه الهابط منا! هي دعوة لاحترام وجودهم، والحب بسبب إحساسهم، والثقة في حمايتهم.. كل الهابط نجاة ملونة، فيها الشاعر والعاشق.. عندما يخرج من سماء العزلة.