استشارات نفسية

وسواس النظافة .. ونصائح وقائية وعلاجية

 

السؤال: أعاني من وسواس النظافة، حيث أشعر بالخوف الشديد من التلوث، وأضطر إلى غسل يدي بشكل متكرر، وتنظيف المنزل بشكل مكثف، حتى أنني أقضي ساعات طويلة في القيام بهذه الأشياء، مما يؤثر على حياتي اليومية.
الجواب:

أجاب عنها الأخصائي النفسي/ محمد حبيب

 

يبدو أنك تعاني من اضطراب وسواس النظافة، وهو اضطراب نفسي يتسم بالقلق المستمر والشديد من الأوساخ والجراثيم، والتوق القوي للقيام بأعمال التنظيف والتطهير بشكل مكثف. قد يؤدي هذا الاضطراب إلى تدخل كبير في حياتك اليومية وتأثير سلبي على صحتك العامة وعلاقاتك الاجتماعية.

وينبغي التأكيد على أن الوسوسة البسيطة التي لا تضر ولا تضيع الوقت ولا تعطل العمل لا خوف منها، وللتعامل مع وسواس النظافة، يوصى بمراجعة أخصائي نفسي متخصص في اضطرابات القلق والوسواس. يمكن للعلاج المناسب أن تساعدك في فهم أصل هذا الوسواس وتأثيره على حياتك، وتقديم أدوات واستراتيجيات للتعامل معه.

وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع وسواس النظافة:

– التوعية: قم بفهم المزيد عن وسواس النظافة وكيف يؤثر على الأشخاص. بقراءة المقالات الموثوقة والاطلاع على الأبحاث العلمية يمكن أن يساعدك في فهم الحالة وتخفيف القلق أو على الفيديوهات الشيقة لمشاهير المعالجين النفسيين حول هذا الموضوع.

– البحث عن الدعم: تحدث إلى أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين عن مشاعرك وتجاربك. قد يكون من المفيد البحث عن دعم مجموعات الدعم المحلية أو الانضمام إلى منتديات عبر الإنترنت حيث يمكنك التواصل مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة.

– التوعية والتثقيف: اطلع على معلومات موثوقة حول الجراثيم والعوامل المسببة للأمراض. فهم عملية النظافة الأساسية والنصائح العامة للحفاظ على الصحة.

– تحديد الأفكار الخاطئة: حاول التعرف على الأفكار السلبية والمغلوطة التي تدفعك إلى القيام بأعمال التنظيف المفرطة. قم بتحدي وتصحيح هذه الأفكار بواسطة الأدلة العقلية والتجارب الحقيقية.

– تحديد حجم الوقت المناسب: حاول تحديد مدة محددة للقيام بأعمال التنظيف يوميًا، وتحافظ على الالتزام بهذا الجدول الزمني. قد تجد أن ضبط جدول زمني منتظم يساعد في تقليل القلق والضغط.
– تقنيات التحكم في القلق: تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء، وتمارين العقل الهادئة مثل اليوغا أو التأمل. تلك التقنيات يمكن أن تساعد في تهدئة القلق والتوتر.

– الدعم الاجتماعي: تحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين عن مشاعرك وتجاربك. قد يكون لتلقي الدعم العاطفي والمساندة من الأشخاص المقربين لك تأثير إيجابي على عملية التعافي.
– تحدي الخوف تدريجيًا: قم بتحدي الخوف الشديد من التلوث والتوسع في قدرتك على التحمل تدريجيًا. بدلاً من القفز مباشرةً إلى المواقف المخيفة، قم بتحديد أهداف صغيرة وتدريجية تتضمن التعامل مع الأوساخ أو المواقف التي تسبب لك القلق، وتحقيقها ببطء.

– الانخراط في أنشطة مشغِّلة: حاول تشغيل عقلك وجسدك في أنشطة أخرى تشغل وقتك وتشعرك بالرضا والانشغال. قد تشمل هذه الأنشطة ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو ممارسة الهوايات، أو التطوع في الأعمال الخيرية.

هذه النصائح قد تكون مفيدة للتعامل مع وسواس النظافة، ولكن من الضروري أن تعرض نفسك للمساعدة المهنية من خلال استشارة أخصائي نفسي. يمكن للأخصائي أن يقدم لك الدعم والإرشاد المناسب للتغلب على هذا الاضطراب وتحسين مستوى حياتك اليوميةمهم أن تتذكر أن العلاج والتحسن قد يستغرقان وقتاً، لذا يجب أن تكون صبورًا مع نفسك خلال هذه العملية. لا تتردد في طلب المساعدة من الأشخاص المختصين والمحيطين بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى