وجهات نظر

هبة عبد الوهاب تكتب: السرّ الخطير وراء سياسة التهجير

إن التهجير هو عملية قسرية تُجبر فيها مجموعة من الناس على مغادرة منازلهم أو أراضيهم لأسباب مختلفة، مثل الحروب ، الاضطهاد ، الاستعمار ، المشروعات التنموية الكبرى، أو الكوارث الطبيعية ،  وغالبًا ما يرافقه معاناة إنسانية كبيرة ، حيث يُجبر الأفراد على العيش في ظروف غير مستقرة ، ويفقدون ارتباطهم بجذورهم التاريخية والثقافية.

ومن أهم أنواع التهجير:

– التهجير بسبب التنمية: يحدث عندما يتم نقل السكان بسبب مشروعات ضخمة مثل بناء السدود أو الطرق السريعة ، كما في تهجير سكان النوبة بمصر عند بناء السد العالي.

ـ التهجير بسبب الكوارث: مثل الزلازل أو الفيضانات التي تجبر الناس على ترك أماكنهم والبحث عن مناطق أكثر أمانًا.

ـ التهجير العرقي أو الديني: عندما يتم استهداف مجموعة معينة لدوافع عنصرية أو دينية ، كما حدث في العديد من المجازر التاريخية.

ـ التهجير القسري: الذي يحدث نتيجة الصراعات المسلحة أو السياسات القمعية ، مثل النكبة الفلسطينية عام 1948، حيث طُرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم.

ومن أهم آثار التهجير في أراضي غزة تحديدت:

خسارة الهوية الوطنية: التهجير من غزة يعني تفريغ فلسطين من سكانها ، وهو امتداد للمشروع الصهيوني الهادف لإلغاء الوجود الفلسطيني.

المصير المجهول: التهجير القسري يعني حياة في مخيمات ومناطق غير مستقرة ، كما حدث للفلسطينيين المهجَّرين منذ 1948.

إلغاء السيادة الوطنية: بقاء الفلسطينيين في أرضهم هو تأكيد على حقهم في تقرير مصيرهم وعدم الاستسلام لسياسات الاحتلال.

ويعد تهجير أهالي غزة هو أحد أخطر السيناريوهات التي يواجهها الفلسطينيون اليوم، فهو امتداد لسياسات التهجير القسري التي تعرضوا لها منذ النكبة عام 1948. منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وقد برزت تحذيرات ومؤشرات على محاولات لفرض تهجير جماعي لسكان القطاع، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

هذا وجاءت مخططات التهجير كالتالي:

تقارير ودلائل تشير إلى أن إسرائيل تسعى لدفع سكان غزة نحو التهجير القسري إلى مناطق أخرى مثل:

1. شمال سيناء في مصر: هناك حديث عن مقترحات لإقامة “مناطق آمنة” أو مخيمات مؤقتة للفلسطينيين في سيناء، وهو ما ترفضه مصر رسميًا.

2. مناطق في الضفة الغربية: لكن هذا الخيار يواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة.

3. الهجرة إلى دول أخرى: مثل محاولة الضغط على الفلسطينيين للانتقال إلى دول أوروبية أو إلى مناطق بعيدة عن المنطقة.

كما جاءت الوسائل المستخدمة لفرض التهجير شديدة القهر والعنف مثل ؛ القصف المستمر الذي استهداف البنية التحتية والمناطق السكنية لإجبار السكان على النزوح. وتجفيف الموارد ومنع دخول المساعدات الغذائية والمياه والكهرباء لخلق وضع إنساني غير قابل للحياة. كما جاء الضغط النفسي والمجازر لنشر الرعب بين المدنيين عبر استهداف المدارس والمستشفيات والملاجئ.

وعن الموقف الدولي والمقاومة الشعبية نجد أن هناك رفضا واسعا من الفلسطينيين والعالم العربي لهذا المخطط، رغم محاولات إسرائيل فرض التهجير كأمر واقع. كما أن المقاومة الفلسطينية تعتبر بقاء الناس في أرضهم جزءًا أساسيًا من الصمود ضد الاحتلال.

وتُعَدُّ مصر من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، وتتبنى موقفًا ثابتًا رافضًا لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. في الآونة الأخيرة، برزت مقترحات تدعو إلى نقل سكان غزة إلى مناطق في مصر أو الأردن، إلا أن القاهرة أعلنت رفضها القاطع لهذه الأفكار ، مؤكدة على رفضها إخلاء قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه ، مؤكدة على ضرورة إعادة إعمار القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل مصر على طرح خطة تضمن بقاء الفلسطينيين في غزة ، وتقديم تصور متكامل لدعم استقرارهم وتحسين أوضاعهم المعيشية داخل القطاع.

ونرى أن الموقف المصري ينبع من التزامها التاريخي بدعم حقوق الشعب الفلسطيني ، ورفضها لأي حلول تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكانها.

 

 

اقرأ أيضاً..

استشاري صحة نفسية لإمام عاشور : لابد أن يخضع لتأهيل نفسي للسيطرة على انفعالاته

حجز موعد النيابة العامة في السعودية 2025.. إليكم الرابط والخطوات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى